-A +A
ياسر سلامة
تستطيع أن تحدد وتعرف شخصية المدير من نوعية وشخصية رؤساء الإدارات التي يديرها، فالمدير المسيطر المتضخم الذي لا يهمه مصلحة العمل بقدر ما يهمه من سيكون خاتما في أصبعه لا يحب أن يكون هناك صوت يعلو فوق صوته ولا قرار إلا قراره، وغالباً ما يلجأ لتعيين رجال أقل ما يمكن أن يقال عنهم إنهم «طيبون» فليس لهم أعداء ويتفقون مع الكل وبمعنى أدق في علم الإدارة أنهم ليسوا أصحاب قرار أو اتجاه أو موقف أو رأي، ولتسمية هذه النوعية من الإدارة فإن أنسب وأقرب اسم لها هي إدارة تصريف الأعمال إلا أنها ليست وقتية أو مرحلية أو مؤقتة كما هو معتاد في إدارات تصريف الأعمال.
هدف المدير المتضخم من اختيار هذه النوعية من المديرين من المؤكد أنه ليس التطوير أو الرقي بالكيان بقدر حرصه على أن تكون يده مبسوطة على كل شاردة وواردة وهذا لا يمكن أن يتم إلا باختيار من ليس لهم لون أو طعم أو رائحة.

منظمات كثيرة لم تأخذ حقها الطبيعي رغم إمكاناتها الكبيرة بسبب تسلط هذه النوعية الاستفزازية من المديرين الذين يخفون تجاوزاتهم الشخصية والعائلية بالمجابهة والمواجهة وقصصهم التي لا تعد جميعها تؤكد تسلطهم وتحكمهم في مصالح ومصائر الناس ويظن هؤلاء أن تجاوزاتهم المغلفة بورق القانون والنظام غير مكشوفة رغم وضوحها وضوح الشمس فالنظام يعتبرونه لعبة في يدهم يطبق على فلان ويروض لفلان، ويحرم ويمنع، هذا في الوقت الذي يستلقي لذاك، وكل ذلك بالورق والقانون وبيد من أيادي المدير الذي وضعها وبسطها في كل مكان.
أخي المدير المتضخم في كل شيء الوقت محدود ومهما طالت فترة إدارتكم فهي قصيرة جداً جداً ومن الطبيعي أنها ستنتهي وقد بدأ قبلها العد التنازلي، قد ترون أنكم حققتم مكاسب كثيرة وبالذات في أموركم الخاصة جداً إلا أنها مكتوبة عند من يكتب كل صغيرة وكبيرة فارجعوا (والفرصة ما زالت في يديكم) الحقوق لا صحابها فإنكم وبعد قليل من الزمن لا تستطيعون حتى الجلوس ثانية على الكرسي الذي قبعتم عليه لسنوات مارستم فيها الكثير من الظلم والتجبر والتبختر. وكم طال ليل وعند الصبح يرتحل.. وللحديث بقية.
Y.SALAMAH@HOTMAIL.COM